الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة الى الليلي: قليلا من الهدوء حتى لا "يأفل شهابك" !

نشر في  20 أفريل 2016  (10:28)

لا يختلف عاقلان من الملاحظين في المشهد الكروي بتونس أن شهاب الليلي يعدّ من أبرز المدربين حاليا في تونس ان لم نقل أفضلهم، فالرجل ترك موجات ايجابية وبصمات واضحة أينما حلّ انطلاقا من ملحمة الصعود التاريخي في قابس مرورا بحمام سوسة والترجي الجرجيسي ثم تكوينه نواة منتخب الأواسط ونجاحه مع الاتحاد المنستيري وأهلي دبي الاماراتي قبل بلوغه مرحلة النضج التكتيكي في تجربته الحالية مع النادي الصفاقسي والتي أثبت خلالها "الكوتش" أنه أهل لهذا المنصب منذ سنوات..
ولعل ما كان يضع الليلي في منزلة خاصة بين بقية زملائه من الفنيين هو تواصله السلس والمرن مع مختلف مكونات المشهد الرياضي بين مسيّرين واعلاميين ولاعبين وفنيين وهذه شهادة اعتراف جماعية حصدها سابقا ولا تنتظر مبادرة منا للتنويه بها والاشادة بخصال ابن قرقنة، ولكن الأسابيع الفارطة كانت موضّحة للأسف لوجود تغيير راديكالي في سياسات الرجل الذي بات نسخة مشوّهة للأسف من مدرب كان يشار اليه بالبنان في تواضعه الجمّ وروحه الرياضية الذان جعلاه محبوبا ومحلّ تقدير من مختلف الجماهير الرياضية..
الليلي خرج عن النص أولا في تصريحه حول خلفيات مباراة فريق ضد نجم أولمبيك سيدي بوزيد حين حشر الترجي بصفة مجانية في كواليس اللقاء..غير أن السيل بلغ الزبى اثر مواجهة المتلوي حين هاجم الليلي زميله محمد الكوكي بحدة عبر "ميكروفون" قناة حنبعل متوجها اليه بالقول "لو كان جا خويا بالرسمي راو سلّم عليّ".وهي حجة قد تنقلب الى الضدّ وكان متاحا لمدرب النادي الصفاقسي أن يبادر هو بالتحية ان سلّمنا طبعا بكون ذلك اشكالا يفترض مثل هذه الحدّة في اللهجة من قبله..ولم يقف الليلي عند هذا الجانب بل حشر زميله قيس اليعقوبي في نفس الأمر عائدا بالذاكرة الى لقاء مرّ منذ شهرين تقريبا..وهذا ما يعني أن الليلي فتح في لحظة غضب زائدة عن اللزوم أكثر من جبهة للصراع..
قد نختلق أعذارا ل"صديقنا" شهاب الذي وجد نفسه في صراع حاد -لم يتعود به سابقا- ضد النجم والترجي من أجل رهان البطولة وهذا ما جعل الأعصاب تنفلت وتخرجه ب"لوك" لا يليق به، غير أن "الكوتش" مطالب بمراجعة حساباته وأن يتدثّر مجددا بجلباب الهدوء الذي ميّزه سابقا عن عشرات المدربين ولا ندري من أين "تسلّح" بمثل هذا اللسان الطويل الذي قد يخلق له متاعب بلا حدود..

طارق العصادي